عاشت المصانع والمنظمات منذ زمنٍ بعيد حالة من التحدي حول الإحتفاظ بالموظفين لديها، فلم يكن مفهوم الولاء الوظيفي واردًا في تلك الفترة، إلا أن الرغبة لدى أرباب العمل قد بدأت تتزايد يومًا تلو الآخر لضمان عدم ذهاب أصحاب الخبرة لمصانع أخرى والمعاناة في البدء بالتنقيب عن موظفين من جديد، وبناءً عليه فقد شهد عالم الأعمال تركيزًا ملحوظًا على ضرورةِ تحقيق الرضا الوظيفي لضمان تحقيق مفهوم الولاء الوظيفي على أرض الواقع، وفي هذا المقال سنتعرف على حقيقة مفهوم الولاء الوظيفي والإنتماء في العمل.
الولاء الوظيفي
Employee Loyalty، يشير مفهوم الولاء الوظيفي إلى شقيّن رئيسييّن، أولهما قدرة المنشأة أو المنظمة على الإحتفاظ بموظفيها أطول فترة زمنية ممكنة للإستفادة من خبراتهم العملية في أداء الأهداف المنشودة لها، أما الشق الثاني فيشار به إلى مجموعة من المشاعر الصادقة النابعة من داخل الموظف ذاته في الإنتماء والولاء الوظيفي للمنشأة التي يعمل فيها؛ فيصبح بداخله شعور قوي بعدم ترك العمل والإنتقال إلى مكان آخر للأخذ بيد المنشأة إلى الأمام حيث التقدم والتطور.
بالرغمِ مما تقدم من تقسيم مفهوم الولاء الوظيفي إلى شطرين، إلا أنه يستوجب الأمر التوضيح بأن ولاء الموظف لمكان عمله ليس له علاقة بالخدمة الزمنية الطويلة غالبًا، فمن الممكن أن ينمو شعور الولاء في نفس موظف حديث التوظيف تجاه منشأته؛ ومن هنا يتمثل دور المنشأة بضرورةِ الإحتفاظ به لإكسابه المزيد من الخبرات إلى جانب ما إكتسبه مسبقًا لتسخيره لتحقيق أهداف المنشأة، فمن المؤكد أن هذا الموظف المنتمي سيقدم أفضل ما لديه للمنشأة دون شك.
طرق ترسيخ الولاء الوظيفي في العمل والمؤسسات
يستلزم الأمر على المنشآت ضرورةً ملحة بإتباع الكثير من الطرق لترسيخ مفهوم الولاء الوظيفي داخل أسوار المنشآت، ومن أهمها:
- إنشاء بيئة تنظيمية يشعر بها الموظف أنه مالك للمنشأة وليس مجرد موظف مأجور، ويتمثل ذلك بتوفير بيئة آمنة للموظف.
- منح الموظف الشعور بأنه صاحب قرار وأهمية كبيرة في سير أهداف المؤسسة.
- توزيع الموظفين وفق إختصاصاتهم ورغباتهم وليس وفقًا للشواغر الوظيفية المتوفرة.
- إقامة بيئة عمل مفتوحة يتم فيها تبادل الآراء والملاحظات حول العمل ومخطط سيره.
- فتح قنوات الحوار والنقاش بين الموظف والمرؤوس.
- توفير الفرص وفتح الأفق أمام الموظفين للتطوّر والتعلم أكثر وأكثر.
- تقديم المكافآت، والحوافز للموظفين بعد تحقيق إنجاز ملموس في العمل، فذلك يرسخ مفهوم الولاء الوظيفي ويحفزهم على الإنجاز أكثر.
مظاهر الولاء الوظيفي
تتجلى مظاهر الولاء الوظيفي في الحياة العملية بين الأفراد والمنشأة على النحو التالي:
- قبول الموظف إستيعابه لجميع أهداف المنشأة الواجب تنفيذها.
- إظهار إستعداد الموظف وتأهبه لإنجاز أي مهمة موكولة له سعيًا لتحقيق مصلحة المنشأة.
- تجلي علامات الرغبة العارمة لدى الموظف بالإستمرار في العمل لدى المنشأة وتحقيق أهدافها.
- بذل قصارى الجهد والطاقات لتنفيذ المهام الموكولة للموظف.
الولاء الوظيفي وأخلاقيات العمل
يقترن مفهوم الولاء الوظيفي بشكلٍ وثيق مع أخلاقيات العمل، حيث يتطلب الأمر ضرورةً القيام بالعديد من الممارسات في سياقِ أخلاقيات العمل لتحقيق الولاء الوظيفي، ومنها:
- إمتثال جميع أفراد المنشأة للقوانين واللوائح بدءًا من الإدارة العليا وحتى الإدارة الدنيا.
- رسم سياسات وقوانين أخلاقية سليمة تتمتع بالثقة من قِبل جميع العناصر البشرية التي تتعامل معها المنشأة، كالدائن والمورد والمستهلك وغيرهم.
- تنفيذ السياسات والقوانين بكل عدالة ومساواة بين الموظفين، فيجعل من القوانين أمرًا مقبولًا سواء كان مكافآت أو عقوبات.
- غرس أسس القيم والأخلاق في نفوس الموظفين بينهم وبين بعض، وتجاه المؤسسة التي يعملون بها بمختلف الطرق.
- تحديد خط ساخن للمنظمة لإيصال الشكاوى والإقتراحات، مع غدم إهمالها، وبحثها والرد عليها بأقصى سرعة ممكنة.
المراجع:
شـاهد أيضاً..
الحوافز وأثرها على الأداء الوظيفي داخل المؤسسة