أين تقع الأندلس ؟
تشغل الأندلس موقعًا جغرافيًا مميزًا في الجزء الجنوبي الغربي من القارة الأوروبية، وقد كانت تُعرف بشبه الجزيرة الأيبيرية، وتشترك الأندلس بحدودٍ جغرافية مع فرنسا من الجهة الشمالية عبر سلسلة جبال ألبرانس، أما باقي حدودها فتحيطها المياه، حيث يحُدها البحر الأبيض المتوسط من الشرق والجنوب، كما يحدها المحيط الأطلسي من الغرب والشمال الغربي، وتعتبر الأندلس أقرب المناطق الأوروبية إلى أفريقيا، حيث تبعد حدودها الجنوبية عن المغرب بمسافة 12 ميل فقط، وهي تلك المنطقة المشهورة بمضيق جبل طارق، وتعتبر كل من إسبانيا والبرتغال وجزء من جنوب فرنسا، هي ما يُعرف بالأندلس.
العوامل التي أدت إلى فتح الأندلس
لقد سبق فتح الأندلس عدة عوامل ساعدت في فتح الأندلس وهي:
*قوة الدولة الإسلامية:
- وقبيل فتح الأندلس كان المسلمين في عصر الخلافة الأموية وفي عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، والذي كان يقيم في عاصمة الخلافة في دمشق، قد وصلو إلى إستقرار سياسي وقوة عسكرية وإقتصادية كبيرة، وإنتشرت الفتوحات الإسلامية إلى بلاد المغرب في شمال أفريقيا.
- وقد كان والي شمال أفريقيا هو موسى بن نصير، ذو القوة والذكاء، وتطلعه إلى إستمرار التوسع في الفتوحات، وفي نفس الوقت لديه قادة عسكريين أشداء مثل طارق بن زياد.
- دخول أهل شمال أفريقيا في المغرب وهم من قبائل البربر إلى الإسلام، وإنضمامهم إلى الجيوش الإسلامية، مما زاد من قوة المسلمين كثيراً.
*ضعف مملكة القوط:
- لقد كانت المملكة القوطية تحكم الأندلس قبل الفتح الإسلامي، وقد كان أخر ملوكها الملك القوطي لُذريق ويعرف برودريك أيضاً، وفي عهده إشتدت النزاعات والخلافات بينه وبين منافسيه على الحكم (أحفاد الملك قطيشة) القوطي أيضاً، وقد ساهم النبلاء ورجال الدين في حدة الصراعات، حيث وصلت المملكة القوطية في تلك الفترة إلى أسوأ أحوالها من الضعف والفرقة والصراع على الحكم.
- قيام يُليان وهو حاكم طنجة وسبتة بطلب المساعدة من المسلمين للإطاحة بحكم الملك لُذريق، لصالح منافسيه، لأنه أراد الإنتقام من الملك، الذي إغتصب إبنته.
- إستعداد الشعب لإستقبال من يخلصهم من الإستبداد والظلم الواقع عليهم من قبل الملك والفئة الحاكمة من النبلاء، ورجال الدين.
- الإنقسام الديني النصراني، بين نصرانية عقيدة التثليث (مسيحية بولس)، والنصرانية الموحدة (الأسقف آريوس)، حيث كان الأريوسيين نسبة إلى آريوس، مضطهدين، وقد كانوا يرحبون بقدوم المسلمين.
تاريخ فتح الأندلس
- بدأ تاريخ فتح الأندلس من خلال حملة إستطلاعية غير حربية بقيادة طريف بن مالك في الثلث الأخير من عام 91هـ الموافق من عام 710م.
- بداية الحملات العسكرية بقيادة طارق بن زياد بتاريخ 92هـ الموافق من عام 711م.
- نهاية التوسع، وفتح كامل الأندلس بتاريخ 107هـ الموافق من عام 726م.
كيفية بداية فتح الأندلس ؟
- عندما تم فتح بلاد المغرب في شمال أفريقيا، وإسلام معظم أهلها البربر، وإستقرار الأوضاع بها، بدأ والي شمال أفريقيا موسى بن نصير للتطلع للإتجاه إلى فتح الأندلس، وقد شجعه على ذلك كل العوامل التي ذكرناها أعلاه.
- قام موسى بن نصير بإرسال حملة إستطلاعية مؤلفة من 100 فارس و400 مقاتل، بقيادة طريف بن مالك؛ وكان ذلك في غضون عام 91هـ الموافق 710م، على متن 4سفن؛ وقد حطت السفن بهم في جزيرة طريف، في مساعٍ للإطلاع على طبيعة البلاد والتعرف على الأماكن المناسبة لإنزال الجيش الإسلامي.
- قام يُليان القوطي وحاكم طنجة، بتقديم كل المعلومات والتسهيلات اللوجستية للمسلمين، كما نسّق بين المسلمين والمعارضة، بحيث يتعاونوا مع المسلمين، وعمل بعض القلاقل شمال الأندلس، لإلهاء الملك في مشاكل داخلية، وقد ساعد ذلك فعلاً في وصول المسلمين إلى سواحل الأندلس الجنوبية بشكل مفاجئ للمملكة القوطية، كما ساعدهم في إستكمال فتح باقي بلاد الأندلس فيما بعد.
- بعد أن إستقرت تلك المجموعة الإستطلاعية، وجمعت وأرسلت كل المعلومات اللازمة، ومهدت لدخول الجيش الإسلامي، وبالفعل تم تجهيز الجيش الإسلامي حيث بلغت أعداده إلى ما يقرب من 7 ألاف مقاتل معظمهم من البربر، بقيادة طارق بن زياد، وإنتقلت إلى سواحل الأندلس الجنوبية، حيث يوجد جبل كالبي، الذي يعرف الأن بجبل طارق نسبة لطارق بن زياد.
- بدأ طارق بن زياد في التوسع فورًا حيث عمل علي فتح مدينة قرطاجة، من خلال قوة بقيادة عبد الملك بن أبي عامر، والتي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الجهة الشمالية الغربية من الأندلس، ثم فتح مدينة الجزيرة الخضراء.
- عندما وصلت الأخبار للملك لُذريق، توجه إلى طُليطلة، وشكل قوة عسكرية وأرسلها لقتال المسلمين، ولكنها إنهزمت بسهولة قرب مدينة الجزيرة الخضراء، وهنا إستنفر الملك وتواصل مع حلفائه وخصومه، وبدأ بتجميع جيش كبير بكامل العتاد حتى وصل عدد الجيش إلى ما يقرب من 100 ألف مقاتل، وفي المقابل كان جيش المسلمين يقدر ب12000 مقاتل، بقيادة طارق بن زياد، وتقابل الجيشان على ضفتي نهر برباط قرب قرية تسمى لكة، وتقع جنوب قرطبة.
- موقعة وادي لكة، وبالفعل تقابل الجيشان بتاريخ 28 رمضان سنة 92هـ الموافق من 19 يوليو عام 711م، وإنتصر المسلمون إنتصار كبير، كان من آثاره، هروب الملك لُذريق ونهاية حكمه، وسقوط مملكة القوط، وإنضمام جزء من الجيش القوطي لجيش المسلمين، فتح الطريق لجميع مدن الأندلس لفتحها بسهولة نسبياً، وتعتبر هذه الواقعة فيصلية في تاريخ فتح الأندلس.
- في عام 712م وصل موسى بن نصير مع قوات جديدة من المغرب، وتقاسم مع طارق بن زياد فتح باقي مدن الأندلس.
تسلسل فتح كامل مدن ومناطق الأندلس
إستمر بعد ذلك فتح باقي المدن الأندلسية إلى أن تم فتح كامل الأندلس في وقت قياسي، حيث إكتمل فتح كامل بلاد الأندلس خلال فترة حكم الخلافة الأموية في دمشق خلال 15 عام، كما يلي:
عام الفتح بالتقويم الميلادي | المدن والمناطق التي تم فتحها | فترة حكم الخليفة الأموي |
711 | جزر مايوركا (تقع جنوب شرق الأندلس، في البحر الأبيض المتوسط). جبل طارق (أقصى جنوب الأندلس). | الوليد بن عبد الملك بن مروان |
712 | غرناطة (جنوب الأندلس). قرطبة (جنوب الأندلس). المرية (جنوب الأندلس). | الوليد بن عبد الملك بن مروان |
713 | مورسيه (جنوب شرق الأندلس). لشبونة (جنوب غرب الأندلس). ومساحات أخرى واسعة من مناطق الجنوب. | الوليد بن عبد الملك بن مروان |
714 | طليطلة وهي عاصمة مملكة القوط (وسط الأندلس). مدريد (وسط الأندلس). إشبيليا (جنوب الأندلس). ومساحات تقدر ب60 % من الأندلس،(كامل الجنوب+كامل الغرب+جزء من الشمال+نصف الغرب). | الوليد بن عبد الملك بن مروان |
715 | مساحات تقدر ب85 % من مساحة الأندلس(كامل الجنوب+كامل الغرب+كامل الوسط+كامل الشمال بإستثناء جيب صغير يسمى منطقة صخرة بلاي، في وسط الساحل الشمالي+نصف الغرب) | نهاية حكم الوليد بن عبد الملك وبداية حكم سليمان بن عبد الملك بن مروان |
716 | برشلونة (شمال شرق الأندلس وتطل على البحر الأبيض المتوسط). سرقسطة (شمال شرق الأندلس). مساحات تقدر ب95 % من مساحة الأندلس. | سليمان بن عبد الملك بن مروان |
726 | باقي كامل مساحة الأندلس، والتوسع بدخول الجزء الجنوبي من أراضي فرنسا. وظلت منطقة صخرة بلاي الصغيرة خارج السيطرة الإسلامية، ولم يدخلوها على الإطلاق. | عمر بن عبد العزيز يزيد بن عبد الملك بن مروان هشام بن عبد الملك بن مروان |
كامل فترة حكم المسلمين للأندلس
لقد إستمر التواجد الإسلامي في الأندلس من عام 92 هجري الموافق 710م إلى عام 897 هجري الموافق 1492م، أي مايقرب من 782عام ميلادي، وحوالي 805 عام هجري.
شـاهد أيضاً..
أسباب سقوط الأندلس ونتائجه المُروعة
تعرف على كل حكام الأندلس بالترتيب.. وفترات حكمهم
بلاد الأندلس الآن.. وآثارها السياحية في إسبانيا والبرتغال