التلوث البيئي
Environmental Pollution، يمكن تعريف “التلوث البيئي” بأنه دخول عنصر غريب إلى البيئة ليحدث إختلال في تجانس مكوناتها بشكلٍ ملحوظ، وتختلف درجة التأثر وفقًا لنوع المُلوِّث المسبب لهذا التلوث، وتشير المعلومات إلى أن الملوث يختلف بين أنواع التلوث البيئي وأشكاله؛ إذ من الممكن أن يكون العامل السلبي عبارة عن ضوضاء أو حرارة أو عنصر غريب لا ينسجم مع بقية عناصر البيئة الطبيعية، ونظرًا للإختلاف الواضح المعالم بين المسببات سنتعرف في هذا المقال على أنواع التلوث البيئي وأسبابه، والتطرّق إلى حلول التلوث البيئي.
أنواع التلوث البيئي
تنقسم أنواع التلوث البيئي إلى عدةِ أنواع، وهي:
تلوث الجو والهواء:
يعتبر تلوث الهواء من أكثر أنواع التلوث البيئي إنتشارًا، وهو عبارة عن إنتشار المواد الكيميائية والجسيمات الغريبة في مكونات الغلاف الجوي، ويعتبر الهواء ملوثًا في حال دخول الملوثات الغازية فيه بنسبة أعلى من الحد الطبيعي المسموح به، ومن هذه الملوثات أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين ومركبات الكلوروفلوروكربون وثاني أكسيد الكبريت، والغبار بجميع أنواعه.
تلوث التربة:
يأتي تلوث التربة بالمرتبة الثانية بين أنواع التلوث البيئي من حيث الإنتشار، ويبدأ بالحدوث فور إطلاق وتسرب مواد كيميائية إلى باطن الأرض، وليس ذلك فحسب؛ بل إن الإستخدام المفرط للمبيدات والمواد الهيدروكربونية المعالجة بالكلور يلحق الضرر بها أيضًا.
تلوث ضوضائي:
بالرغمِ من عدم وجود جسم غريب ملموس أو واضح للعيان في إحداث أحد أنواع التلوث البيئي وهو التلوث الضوضائي؛ إلا أنه يترك أثرًا عميقًا في الحياة البرية والبشرية على حدِ سواء، ويحدث ذلك بشكلٍ جلّي نتيجة الاكتظاظ السكاني وانتشار المصانع ووسائل التحضر كوسائل النقل بمختلف أشكالها، ومن أسبابه ثقافة الأفراد في كيفية التعامل مع جميع ما يطلق أصوات، دون مراعاة الأخرين الموجودين حولهم، وغيرها.
تلوث إشعاعي:
يعتبر التلوث الإشعاعي من أحدث أنواع التلوث البيئي ظهورًا؛ إذ تزامن ظهوره مع حلول القرن العشرين وما يحمله بين طياته من أنشطة مختلفة في الفيزياء الذرية، ومن أهم هذه الأنشطة هي ممارسات توليد الطاقة النووية، وإستخدام الأسلحة النووية وغيرها.
تلوث حراري:
يحدث التلوث الحراري تحت تأثير النشاط البشري؛ إذ يلجأ الإنسان إلى توظيف مياه المحيطات والبحار في توليد التيار الكهربائي بواسطة الطاقة الكهرومائية، ويلحق ذلك الضرر بدرجات حرارة المياه؛ وبالتالي تهديد حياة الكائنات الحية البحرية.
تلوث مائي:
بالرغمِ من تكوّن الماء من عناصر كيميائية بنسبٍ ثابتة؛ إلا أنه في حال تجاوز النسب أو دخول عناصر كيميائية جديدة بين مكوناتها سيحدث تلوثًا مائيًا مؤكدًا، ويعتبر من أكثر أنواع التلوث البيئي المهددة لحياة الإنسان والحيوان والنبات على الإطلاق؛ وذلك لإعتبار أن العنصر المائي هو العامل المشترك بين الكائنات الحية بعدم الإستغناء عنه.
تلوث بصري:
وقد نتج هذا النوع من التلوث نتيجة للحضارة الحديثة، حيث إنتشرت الأضواء في كل مكان على الكرة الأرضية، مما تسبب بتلوث بصري كبير، كما أن كمية المباني العشوائية على حساب الطبيعة قد ساهم في التلوث البصري، ومن أسباب التلوث البصري أيضاً كل ما يقع على العين من مناظر غير جميلة في جميع المجالات.
إقرأ أيضاً: تأثير التلوث الجوي على طبقة الأوزون
أسباب التلوث البيئي
تاليًا أهم الأسباب الكامنة خلف حدوث مختلف أنواع التلوث البيئي في حياتنا، وهي:
- الكوارث الطبيعية، ومن أهمها الزلازل والبراكين؛ إذ يُقذف الرماد في الجو بكمياتٍ ضخمة مما يسبب حدوث مشاكل بيئية.
- عوامل بشرية، تتمثل بإشعال الحرائق والتصرف الخاطئ في التخلص من النفايات من خلال تراكمها وحرقها لساعاتٍ طويلة.
- عدم وجود ضوابط على المصانع، فإنطلاق الأدخنة في الأجواء يعد مسببًا للتلوث الهوائي.
- إنبعاث العوادم من وسائل النقل بمختلف أشكالها.
- حدوث تسرب نفطي من مكان تخزينه إلى طبقات التربة، وقد يحدث ذلك خلال نقله وإستخراجه.
- فرط إستخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيمياوية من قِبل المزارعين.
- طرح المصانع للنفايات الصلبة والصناعية في أماكن عشوائية فوق سطح التربة.
- إرتفاع أصوات الآلات في المصانع والأماكن العامة.
- طرح مخلفات المصانع في المصادر المائية.
- تكدس جثث الكائنات الحية النافقة في المياه؛ فيسهم تحللها بالتلوث.
مخاطر التلوث البيئي
بعد التعرف على أنواع التلوث البيئي وأهم الأسباب المؤدية لحدوث كل نوع؛ لا بد من التعرف على مخاطر التلوث البيئي، ومنها:
- القضاء على الثروة السمكية والكائنات المائية عند حدوث تلوث الماء.
- تهديد حياة الكائنات البحرية عند إختلاف درجة حرارة الماء.
- إزدياد حالات إصابة الإنسان بالأمراض التنفسية نتيجة إستنشاق هواء ملوث.
- إحتمالية الإصابة بمرض السرطان وفقًا لنوع التلوث البيئي السائد، ويعتبرالتلوث الإشعاعي الأكثر تأثيرًا.
- إنعدام المصادر الغذائية للكائنات الحية، إذ تلحق أنواع التلوث البيئي الضرر بها وبالتالي إندثار الغذاء.
- إختلال التوازن البيئي.
- التأثير المباشر بطبقة الأوزون والتحفيز على زيادة ثقب الأوزون دون رحمة.
- إرتفاع أعداد الوفيات.
إقرأ أيضاً: طبقة الأوزون وأهميتها لكوكبنا
طرق علاج التلوث البيئي
يعتبر التلوث البيئي من الظواهر الشائعة الإنتشار في المجتمعات وخاصةً المتقدمة منها، وقد أصبح أمر إيجاد حلول التلوث البيئي وطرق علاجه من أكثر الأمور أهمية التي تستحق تسليط الضوء عليها، ومن أهم طرق علاج التلوث البيئي:
- فرض السيطرة على إنبعاث الغازات من المركبات ووسائل النقل في مجتمعٍ ما.
- إستخدام تقنيات صديقة للبيئة لتوليد الطاقة.
- الإعتماد على الطاقة الشمسية وأنظمة الألواح الشمسية في توليد الطاقة.
- الإستعاضة بطاقة الرياح بدلاً من طاقة الوقود الأحفوري والوقود الذري.
- تخصيص أماكن محددة لطرح نفايات المصانع.
- تدوير القمامة ومعالجتها إنطلاقًا من الحفاظ على تلوث الماء والتربة.
- عقد الندوات التوعوية للمزارعين حول الطرق السليمة لإستخدام المبيدات والمواد الكيميائية الخاصة بالمحاصيل الزراعية.
- فرض الرقابة الصارمة على المصانع؛ ومنعها من طرح النفايات في مصادر المياه.
- إقامة المصانع في مناطق بعيدة عن الأماكن المأهولة بالسكان.
- فرض الرقابة الصحية على الأماكان المخصصة لأماكن صنع الأغذية ومصانعها.
- مكافحة الحشرات والقوارض التي تلحق الضرر وتسهم في التلوث.
- ضرورة التقيد بالتوصيات الخاصة بإستخدام المواد الكيماوية.
المراجع:
شـاهد أيضاً..
تعرف على أغرب الكوارث في التاريخ
ظاهرة التغير المناخي أسبابها وحلول للحد من مخاطرها