الشخصية القيادية وطموحها
آمال المرء بأن يرتقى إلى شخصية قيادية في مجال عمله هو ما يجعل شغفه بالعمل ممكناً، وبحثه الدائم عن كيفية تنمية القائد الكامن بداخله إحدى قضاياه المحورية.. ذلك ما يدعى الطموح وهو ما يجعلنا نعمل بأقصى طاقتنا أو حتى ما بعد أقصى طاقتنا و نأخذ مهمات ومشاريع جديدة.
ولكن الإجتهاد في العمل والمهارات الفنية ليسوا كافيين لخلق الشخصية القيادية في مكان العمل، بل إن هناك مجموعة من المهارات التي عليك تعلمها.
بعض الأشخاص قادة بالفطرة، لكن أى شخص يستطيع أن يجد كيفية التنمية المناسبة للشخصية القيادية القابعة بداخله بالتمرين والممارسة العملية.
كيفية تنمية الشخصية القيادية
إذا كنت تريد الوصول إلى أعلى الهرم القيادي في مهنتك فعليك أن تعمل على كيفية مُعينة لتنمية ذاتك بالتعلُم.. ولذا نقدم إليكم الـ ٩ أسرار الهامة لكيفية تنمية الشخصية القيادية وتستمر في الإرتقاء بمهنتك:
1. ممارسة الإنضباط:
القائد الجيد يحتاج إلى الإنضباط..
تنمية الإنضباط في حياتك المهنية والشخصية هو شئ واجب ولازم وفرض حتى تصبح قائد مؤثر، وتُلهم الأخرين بأن يصبحوا منضبطين أيضاً.. “الناس يحكمون على كفاءتك لتصبح شخصية قيادية بمقدار الإنضباط الذي تُظهره في عملك“.
مارس الإنضباط في عملك ولا تتجاوز المدة المحددة لقضاء مهمة ما، الوفاء بالمواعيد، ودائماً لا تغادر الإجتماع إلا عندما ينتهى وقته تماماً.
إذا كانت طبيعتك غير منظمة، فسيكون عليك ترتيب نفسك شيئاً فشيئاً، حاول تطبيق عادات إيجابية في المنزل، كالإستيقاظ مبكراً، وممارسة الرياضة، وهكذا إصعد إلى أن تصل إلى أعلى مستوى في النظام والإنضباط.
2. خُذ المزيد من المشاريع والمهمات:
كيفية عظيمة لتنمية شخصيتك القيادية هي أن تتحمل المزيد من المسؤولية.
ليس عليك أن تأخذ أعمال أكثر مما تستطيع أن تنجزه فكما قال سبحانه وتعالى في الذكر الحكيم: “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”.. “لكن في الوقت ذاته عليك أن تفعل أكثر مما هو مطلوب في الوصف الوظيفي إذا كنت فعلاً تريد التقدم“.
الخروج من مربع “الراحة” أو ما قد يسمى أيضاً مربع “الإعتيادية” هو الطريق الوحيد الذى سيعلمك أشياء جديدة كما سيجعل الجميع ينظرون إليك كشخص من النوع المُبادر.
3. تعلم أن تكون تابع جيد:
القائد الحقيقي ليس لديه مشكلة في إعطاء الصلاحيات لشخص أخر عندما يكون ذلك ملائماً.
لا يجب أن تشعر أنك مهدد عندما لا يتفق معك شخص ما، يتساءل عن تفكيرك!! أو يقدم أفكاره الشخصية، إبقى عقلك منفتحاً على الأفكار الجديدة، وأعطى الإمتياز لمن يستحقه.
لن يكون ذلك بالأمر الهيين عليك دائماً، لكن إذا تعلمت تقدير وإحترام الآخرين في طاقم العمل ستجدهم يسارعون لعونِك.
4. قم بتطوير الوعي اللحظي لأن البيئة المحيطة تتغير بشكل مستمر:
علامة القائد الناجح هو أنه فرد يستطيع رؤية الصورة الكبيرة و يتنبأ بالمشاكل قبل حدوثها.
هذه مهارة ذات قيمة عالية عندما تكون تقوم بقيادة مشاريع معقدة بأوقات محدودة. تلك الملَكة التى تسمى ببُعد النظر وتوفير الإقتراحات لتجنب العثرات المحتملة، فعلاً شئ لا يقدر بثمن بالنسبة بالنسبة للقائد وموؤسسته.
ذات الملَكة تساعد أيضاً في التعرف على الفرص المتاحة والتي غفل عنها المنافسيين، هذا أيضاً سيرفع من شأنك كمورد بشري هام لمؤسستك.
5. كُن مصدر إلهام للأخرين:
أن تكون قائداً يعني أن تكون جزءً من الفريق وكقائد يجب عليك أن تكون قادراً على تحفيز وإلهام الأخرين أولئك الذين تعمل معهم لتتعاونوا فيما بينكم على أحسن وأتم وجه.
عندما يحتاج أحداً من طاقمك في العمل إلى التشجيع أو الإرشاد قدم له ذلك. بعض الأحيان، كل ما يحتاج إليه المرء هو شخص يستمع بتعاطُف.
إقرأ أيضاً: أقوى عبارات تحفيزية وتشجيعية للموظفين
6. إستمر في التعلم:
أفضل طريق لتصبح قائد جيد هو أن تبقى دائم التعلم وخير وسيلة لذلك هي التعليم الذاتي.
التعليم المستمر يزيد من رزانتك، وتصبح مهاراتك مُحدثة أول بأول..
التعليم يجعلك سباقاً لمواجهة العثرات و التحديات التي قد تواجهك، وذلك يجعل منك شخصية إعتبارية.
7. إعمل على تعزيز صلاحيات أعضاء الطاقم:
“لا احد يكون الأفضل في كل شئ“، كلما أسرعت في إستيعاب ذلك، كلما أسرعت في شق طريقك كقائدً جيداً.
تكليف أعضاء الطاقم بمهمات ليس فقط يُعطي لشخصك وقت لإداء ما أنت الأفضل في تأديته، بل أيضاً يقوي مهارات أعضاء الطاقم العملية كما يعزز من معنوياتهم.
8. كُن حلاً ولا تكن جزءً من المشكلة:
من الطبيعي أن لا يكون بعض أعضاء الفريق متناغمين مع بعضهم البعض!.
ولكن بدلاً من تجاهل مشاكلهم على أمل أن تحِل المشكلة ذاتها، عالج الأمر بالتحدث إليهم مع إحترام خصوصيتهم.
9. كُن مستمعاً ذو بصيرة:
أن تكون قائداً لا يعني أن تكون دائماً تحت الأضواء.
خصلة هامة جداً في القادة المميزيين هى الإستماع للإقتراحات، و الأفكار، وآراء الأخرين عن أدائك في المشاريع والمهمات المنجزة والبناء على ذلك.
الشخصية القيادية إلى حد كبير تستطيع التواصل ليس فقط بالكلمات بل تلتقط الخيوط الغير كلامية ‘لغة الجسد’ كتواصل العين بالعين، نبرة الصوت، وحركات الأيدي…. إلخ.
الخاتمة..
كيفية تنمية مهارات الشخصية القيادية الجيدة تعد من العوامل الأساسية لترتقي في وظيفتك، لكن كما ترون جميعاً، القيادة هي ليست فقط أن تكون ببساطة أنت المسؤول!.
كما يقول رجل الدولة الأمريكى “جون كوينسى أدامز”: “إذا كانت أفعالك تُلهم الأخرين لكي يحلموا أكثر، يتعلموا أكثر، يفعلوا أكثر ويصبحوا أهم، إذاً أنت قائد”.
المصدر: Ways to Develop Your Leadership Skills
المؤلفة: “ستاسى مارون” خريجة من قسم العلوم الإجتماعية وكاتبت مقالات ومتطوعة مع الأطفال. تستمتع بإكتشاف الثقافات و اللغات الأخرى؛ كما تُحب الرسم، القراءة، والغناء.
مقالات ذاتَ صلة:
5 أخطاء يرتكبها المدير، تؤدي به الى الفشل
كيف تبدأ عملك الخاص وأنت مازلت في الوظيفة ؟