اول من اسلم من الرجال والنساء والأطفال، من بين أهم المعلومات الدينية، التي لا بد أن يخزنها العقل والذهن وتبقى راسخة في مكنوزات القلب، فهي تدعو إلى حب الدين الإسلامي، والتضحية من أجل الإسلام والدفاع عنه، أسوة بالصحابة رضوان الله عليهم، الذين لم يتوانوا في الدخول إلى الإسلام، ولم يتهاونوا في الدعوة الإسلامية، وصدقوا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وساندوه وآزروه، وكانوا له حق السند وحق المتكأ، ومن هذا المنطلق فإننا سنبين اول من اسلم من الرجال والنساء والأطفال.
أول من أسلم من الرجال
بدأ الرسول عيله الصلاة والسلام دعوته إلى دين الله تعالى، معتمداً على الله وحده القادر على نصرته، وقد بدأ الدعوة بمن حوله من الأصدقاء المقربين، متكلاً على الله أن يجعلهم غير سند وغير داعم، ولم يخيب الله تعالى ظنه بالمقربين حوله، فقد أسلم مع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، صديقه الصدوق أبو بكر الصديق، واسمه أبو بكر بن عبد الله بن أبي قحافة التيميّ القرشيّ، الذي لم يفكر ولم يتردد بهذا الأمر، فما أجملها من لحظة في قلب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وأصبح أبو بكر الصديق هو أول من أسلم من الرجال، ولقب بالصديق لأنه كثير الصدق، ويقوله في أحنك الظروف والأوقات، وبقي مصاحباً للرسول في كافة الأوقات والأحيان، وعلى وجه الخصوص تلك القصة الشهيرة، وهي هجرة الرسول عليه السلام، مع أبو بكر الصديق، حيث نزلت آية قرآنية تصف الرسول وكذلك صديقه أبو بكر الصديق عليه السلام، وهي: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ. لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
أول من أسلم من النساء
وكذلك أيضاً لم يخيب الله تعالى ظن الرسول بأقاربه، وعلى وجه الخصوص زوجته خديجة، التي كثرت المواقف الحياتية الطيبة، لها مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبقيت مساندة وداعمة له، وكان أول من فرّ نحوه الرسول، بعد أن نزل عليه الوحي جبريل عليه السلام، ففر إلى زوجته خديجة رضوان الله عليها، التي اصطحبته إلى ابن عمها الذي أكد لهم بأنه هو نبي هذه الأمة المنتظر، حيث دعا إليه عدد من الأنبياء السابقين، لتكون بذلك السيدة خديجة بنت خويلد هي أول من أسلم من النساء، وبقيت مساندة وناصرة للرسول ومثالاً للزوجة الصالحة الوفية، إلى أن توفيت وسمى هذا العام بعام الحزن.
أول من أسلم من الصغار
كان للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أعمام، ولكن من أحبهم إلى قلبه هو عمه أبو طالب، الذي ربى الرسول وكفله بعد وفاة عبد المطلب، جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أبو طالب عم الرسول قليل المال، كثير العيال وعلى الرغم من هذا فقد أحب الرسول، حباً شديداً وكذلك حماه من كفار قريش، الذين استغلوا وفاة أوب طالب وألحقوا الأذى بالإسلام والمسلمين، وبقي أبناء عم الرسول وبالأخص علي بن أبي طالب، ملازماً للرسول في كافة جلساته وتحركاته، فكان هو أول من أسلم من الصبيان حيث كان عمره نحو اثنا عشر عاماً، ولكن كان هو أول من صدق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وقت دعوته للدين الإسلامي.
اول من اسلم من الرجال والنساء والأطفال، قصص دينية رائعة، علينا أن نغرسها في عقول الأطفال منذ الصغر، وجعلها تكبر معهم في مبادئهم وقيمهم، وسلوكياتهم الدينية، التي لها دور كبير في حياتهم المستقبلية.