حقائق وحكم و كلمات في الحب تؤكد.. الحب ليس كل شيء

ستقرأ في هذه المقالة كلمات في الحب لم تقرأها من قبل، حقائق و حكم في الحب قد تصطدمك بسبب النظرة الايجابية المبالغ بها لـ الحب في مجتمعاتنا بأن الحب سعادة وهناء وهو كل شيئ!

كلمات في الحب

في عام 1967، قدم “جون لينون” أغنية بعنوان “كل ما تحتاجه هو الحب” قدمت الاغنية كلمات في الحب تُشعر سامعها أن بدون الحب حياته جحيم! على الرغم من ذلك فقد طلق “جون” زوجته بسبب كثرة المشاكل بينهما وقد عانا أطفاله بسبب مشاكلهم الزوجية.. بعد 35 سنة، كتب “ترنت ريزنور” أغنية بعنوان “الحب ليس كافي” بالرغم من حياته الفنية الناجحة و ألبوماته الكثيرة إلا أن “ريزنور” تزوج إمراة واحدة و شهدت له بحياتهما السعيدة معاً ومع الابنتين التان انجباها، وقالت عنه أنه أب و زوج رائع!

واحد من هذين الرجلين كان لديه فهم حقيقي و واضح للحب، والأخر لم يكن لديه هذا الفهم!
واحد من هذين الرجلين جعل من الحب هدفاً أمثل وحل لكل مشاكله، والأخر لم يفعل ذلك!
واحد من هذين الرجلين مبالغ جداً وغير موضوعي و أحمق!،، الثاني لم يكن كذلك!!

كلمات في الحب

في حياتنا، كثير منا يبالغ من قيمة الحب و معناه وأهميتة في حياته، كثير منا يرى بأنه الهدف في الحياه،، كثير منا تأثر من المسلسلات والأفلام التي صورت بأن علاقة الحب بأنثى أو رجل هي الحل لجميع المشكلات! كيف يكون ذلك وكيف نصل لذلك، هل تعلم عزيزي القارئ بأنك تظلم الحب نفسه، تظلم علاقاتك الاجتماعية، تظلم شريكك الذي تحبه نفسه! علاقاتنا هي التي تدفع ثمن الصورة المثالية المبالغ فيها للحب في عقولنا.

كلمات في الحب

عندما نعي بأن “الحب ليس كافي” نتفهم عندها بأن العلاقات الطبيعية الجيدة تحتاج أكثر من مجرد عواطف ومشاعر! سنتفهم بأن هناك أمور في حياتنا وعلاقاتنا أكثر أهمية بكثير من مجرد الوقوع في الحب!

3 حقائق و حكم في الحب، صادمة لكنها حقيقية!

1- الحب لا يعني التوافق

-ليس لمجرد وقوعك في الحب بشخص ما، فهو بالضرورة شريك جيد لك على المدى البعيد، لا على الإطلاق! الحب هو عملية عاطفية بينما التوافق عملية منطقية تتبع الحقائق لا المشاعر..

-شي محتمل أن تُحب شخص لا يعاملك حتى بالشكل المتوقع منه، أن تُحب شخص  يجعلك تشعر بالأسوأ أو لا يقدم لك نفس الإحترام الذي تقدمه له!
-من المحتمل أن تقع في حب شخص مختلف عنك كلياً في المعتقدات والفلسفات، من المحتمل أن تقع في حب شخص لديه طموحات مختلفة ومتنافضة عن طموحاتك و أهدافك!! نعم قد يبدو كلامي هذا غريباً ولكنه حقيقي، وحقيقي جداً..

– يمر الكثير من الأزواج بمشاكل معقدة و كبيرة بعد عدة أشهر فقط من إرتباطهم وتكبر مع علاقتهم المشاكل والخلافات، وتراهم يستغربون ما الذي حدث!! لقد مر كلاهما بلحظة الحب الأولى وشعروا وتمتعوا بشعلة الحب في قلوبهم! فما الخطأ الذي حدث ليقلب حياتهم؟؟

“الحقيقة أن الخطأ كان في إرتباطهم من الأساس، الخطأ كان إرتكابهم لتلك الحماقة بالإرتباط!” 

– ولذا، عندما تريد أن تبحث عن شريك، وأنت تارك قلبك مفتوحاً مستقبلاً،، عليك أن ترى لا بقلبك فقط بل بعقلك أيضاً.. نعم، تريد شخص يجعل قلبك يرفرف وينبض فرحة، ولكنك تحتاج أيضا أن تقيم الشخص الذي امامك هذا بعقلك، قيم مبادئه بالنسبة لك، كيف يعامل نفسه؟ وكيف يعامل الناس المقربين له؟ كيف يعامل الناس بشكل عام؟ لأنك وأحذرك إن سمحت لنفسك بالوقوع في الحب بشخص غير متوافق معك، فستقضي أوقاتاً سيئة، وأحيانا سيئة جداً..

2- الحب لا يعالج المشاكل والإختلافات بينك وبين شريكك

– يقول رجل في ال30 من عمره ” كانت شريكتي الاولى بفتاه رائعة، أحببنا بعضنا لدرجة الجنون، كنا رغم ذلك نتقاتل كثيراً، وفي كل مرة يحدث خلاف بيننا نعود في اليوم الجديد الذي يلي المشكلة وكأن شيء لم يكن، كنا نحاول التغاضي عن مشاكلنا واختلافاتنا، كنا نذكر بعضنا كم كنا في أول علاقتنا كم نعشق بعضنا! كنتُ أردد لها أن كل شيء سيكون على مايرام، حبي لها كان يجعلني أطمئنها بذلك، حبي لها كان سبباً لأن أحاول إقناعها كل مرة أن حبنا سيتغلب على مشاكلنا.. ولكن الحقيقة أنه على المستوى الفعلي، لا شيء تغير!!”

– لكل من يفكر بأن “الحب هو كل شيء”.. الحب لا يحل المشاكل، الحب لا ينهي الخلافات، ستبقى المشاكل تتكرر والغريب أنها ستكون بسبب نفس الأمور.. والحقيقة أن الحب لن يفعل شيء تجاه حلها!! بل بالعكس ستزداد الخلافات والمشاكل توسعا، حتى تصبح علاقتك لا معنى له، واتصالك لا معنى له، إن فكرت بعقلك فستجد ذلك بأن الحب لم يحل لك أي مشكلة حقيقية تسبب خلاف بينك وبين شريكك.

 “بينما يستطيع الحب في أن يجعلك تشعر بإيجابية تجاه مشاكل علاقتك، هو في الحقيقة غير قادر على حل أيً منها”

3- الحب ليس دائما يستحق تلك التضحية التي نقدمها 

– واحدة من أهم خصائص الحب التي تُكون قيمته، هو إمكانية المُحب أن يقدم و يفكر خارج دائرة إحتياجاته هو، بل يفكر و يرعى ذلك الشخص الذي يحبه و يجعله الحب قادراً على تلبيتها..

– لكن السؤال، هل الذي نضحي من أجله يستحق تلك التضحية؟؟
– في علاقات الحب، من الطبيعي أن ترى حبيبين يضحيان برغباتهما من أجل الشريك، يضحيان بالوقت، يضحيان بحاجاتهما من أجل الحب.. وأستطيع التأكيد أن هذا صحي و طبيعي وجزء مهم من جعل علاقة الحب رائعة وجميلة..

– لكن، عندما تأتي التضحية على حساب إحترامك، أو كرامتك، أو على حساب طموحاتك وأهدافك في الحياه، فقط لتكون مع ذلك الشخص، عندها لا يكون هذا حباً، بل أنت في مشكلة كبيرة!.. علاقة الحب من المفترض أن تدفعك للأفضل وتحسن من هويتك لا أن تضرها أو تغيرها..

بإختصار.. “لا تجعل الحب يستهلكك ويغيرك أو يضرك، ولا تسمح له بذلك”

خلاصة القول..

” الطريقة الوحيدة لكي تستمتع بالحب في حياتك هو أن تختار شيئاً أخر مهماً ليكون أكثر أهمية من الحب وحده “

تستطيع أن تجعل الحب يغمرك، حب ماأستطعت من الأشخاص الرائعين في حياتك، تستطيع أن تحب الناس الإيجابين لك في الحياه، وكذلك الاشخاص الذين يسيئوا لك، لا تجعل الحب الاهمية الكبرى في حياتك.. تستطيع تعويض الحب لكن لا تسمح لنفسك بفقدان إحترامك لنفسك، كرامتك أغلى من أي شيء، قدرتك على تقديم الثقة أهم من تقديم الحب.

الحب تجربة رائعة، عشها وقدمها ولكن كـ أي تجربة في حياتك، قد تكون إيجابية أو سلبية، لا تجعلها تسلبك من أهدافك وطموحاتك لأنك في الوقت الذي تفعل ذلك فستخسر نفسك..

ولأنك تحتاج أكثر من مجرد الحب في حياتك، الحب شيء رائع بكل تأكيد، وهو حاجة إنسانية، وهو إحساس رائع،، ولكن

“الحب وحده ليس كافي”

Scroll to Top