حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر

حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر، مسألة من المسائل الرمضانية التي تباين آراء علماء الدين فيها، بين من يبيح القيام بها وبين من حرم الإقبال عليها، فقد أوجب الله تعالى زكاة الفطر على المسلمين لكي يتوجهوا بالشكر العظيم لله تعالى الذي أكرمهم بصيام وقيام شهر رمضان الكريم وأعانهم على ذلك، علاوة على ذلك فإن الامتثال لأوامر الله تعالى يجعل المسلم يعتلي المراتب والدرجات العالية عند الله تعالى، ومن هذه المنزلة الكريمة فإننا سنتجه لأجل بيان ما هو حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر.

حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر

ارتبطت عدد من العبادات والطاعات الكثيرة ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان المبارك، هذا الارتباط الذي جعلها من أفضل العبادات وأكثرها أجراً وحسنات من الله تعالى، ان امتثل المسلم لكافة ما ورد عنها من نصوص والتزم بها، فقد كانت زكاة الفطر هي الزكاة التي تجب عند الفطر من رمضان، وقد حدد لنا الرسول عليه الصلاة والسلام موعدها، والذي تبين بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى ما قبل صلاة العيد، وفيما يتعلق بحكم توكيل الجمعيات الخيرية في إخراج زكاة الفطر فقد تبين الآتي:

  • الإمام النووي: بين الإمام النووي أن حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر جائز بشروط منها:
    • أن يكون الموكل إليه محل ثقة.
    • علاوة على ذلك فقد بين الامام النووي أن الأفضل اخراجها بنفسك.
  • بينما ابن العثيمين: نهج على ذات طريق الامام النووي، وبين أنه يجوز توكيل الجمعيات الخيرية باخراج زكاة الفطر.
  • كذلك ابن قدامة المقدسي: كذلك أيضا بين جواز توكيل الجمعيات بتلك الزكاة.
    • علاوة على ذلك فقد بين أن هنالك عدد من العبادات يجوز فيها توكيل الجمعيات ومنها الكفارات.

شاهد أيضا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر عن الميت

جهات صرف الزكاة الفطر الصحيحة وتوكيل الجمعيات الخيرية بها

وجبت زكاة الفطر على المسلمين والمسلمات الذين يمتلكون قوتهم وقوت أهل بيتهم، حيث انعكس هذا الوجوب على حياة المسم بالكثير من الآثار الطيبة والجيدة، والتي منها أن كسرت تلك الزكاة حدة الفوارق بين المسلمين الفقراء والأغنياء، ومن هذا المنطلق نتبين من هي جهات صرف زكاة الفطر التي يتم صرفها لهم وتوكيل الجمعيات الخيرية بذلك عند بعض المسلمين، والتي وردت كالآتي:

  • بينت جمهور المذاهب الأربعة أوجه صرف زكاة الفطر، التي تخرج من بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان إلى ما قبل صلاة العيد.
  • فقد بين المذهب الحنفي أن صرف زكاة الفطر يكون على الجهات الثمانية التي يتم صرف زكاة المال عليها.
  • أما المذهب المالكي فقد بين أن صرف زكاة الفطر تصرف على كل من المساكين والفقراء.
  • بينما رأى الشافعي أن زكاة الفطر تصرف لأي جهة من الجهات الثمانية.
  • علاوة على ذلك فقد تطرق الامام النووي لجهات صرف الزكاة وبين أنها لا يجوز إخراجها إلى الكافر.

شاهد أيضا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

هل يجوز للجمعية الخيرية اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

ورد كثير من التساؤلات التي اندرجت تحت هذا الحكم من قبل عدد من الجمعيات الخيرية التي يوكلها بعض المسلمين بإخراج زكاة الفطر، ومن ضمن تلك التساؤلات هل يجوز لهم أن يقوموا بإخراج زكاة الفطر بعد العيد، كونهم يقوموا بجمع تلك الأموال ولا يبقى معهم متسع من الوقت لإخراجها، فقد تطرق بعض علماء الدين لذلك، وبينوا حكم اخراج الجمعيات الخيرية زكاة الفطر بعد صلاة العيد كالآتي:

  • بين بعض الفقهاء وعلماء الدين أنه يجوز للجمعية الخيرية أن تقوم بإخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد كونها لا تملك الوقت لذلك.
  • ولا يقع على المزكي أي أثم كونه أخرجها وعمل ما عليه قبل صلاة العيد، حيث بين علماء الدين أن المزكي أدى ما عليه.
  • وأن المزكي بذلك لم يتجاوز الوقت المحدد لزكاة الفطر وهو من وقت غروب شمس آخر يوم في رمضان إلى ما قبل صلاة العيد.

شاهد أيضا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر اكثر من مقدارها

هل يجوز الجمعية الخيرية إخراج زكاة الفطر قبل استلام المبالغ من المزكين

تقوم بعض الجمعيات الخيرية التي يتم توكيلها بإخراج زكاة الفطر بتوزيع أموال الزكاة على أوجه صرفها قبل أن يتم جمعها واستلامها من المسلمين المزكين والذين يقومون بتوكيل الجمعيات الخيرية بإخراج زكاة الفطر، وقد بين جمع كبير من علماء الدين هذا الحكم الشرعي كالآتي:

  • من الممكن أن تتلافى الجمعية الخيرية التأخير في إخراج زكاة الفطر.
  • وهذا التلافي يتمثل بأن تقوم الجمعيات الخيرية بحساب كافة الأموال المقدر جمعها من المسلمين، وتوزيعها لأوجه الزكاة.
  • ثم بعد ذلك تقوم بجمع الأموال من المسلمين، فإن زادت الأموال أخرجت الجمعية الخيرية زكاة الفطر للفقراء وقت ما تشاء.

أجملنا كثير من الأحكام الشرعية المندجة تحت حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر. وهذا لكي لا ينال المسلمين على الإثم ونقص الأجر من قلة الدراية والعلم.

Scroll to Top