شروط السماع والقياس في علم النحو عند أهل البصريين والكوفيين

شروط السماع والقياس في علم النحو عند أهل البصريين والكوفيين، يسعى علم النحو إلى توضيح الحقائق التي تشير إلى المعاني، ومعرفة المباني والأصول الخاصة بكل مفردة من مفردات اللغة، ليس ذلك فحسب بل أيضا التفريق بين الحلال والحرام، كما يُستعان به لفصل الخطاب، لذلك ينبغي امتلاك بعض الأصول لتحكمه، وبعض الضوابط للاستدلال على الأصول والقواعد المحكمة، في هذا المقال نسلط الضوء على شروط السماع والقياس في علم النحو عند أهل البصريين والكوفيين.

شروط السماع والقياس في علم النحو عند أهل البصريين والكوفيين

إن أول أصول النحو هو السماع أو النقل، وقد درست هذه الأصول كل من مدرسة الكوفة والبصرة، وذلك على اعتبار أنها دراسة وصفية تطبيقية على أبواب الاستثناء والحال والتصغير.

وقد تمثل الهدف من البحث إلى توضيح دور السماع في تقعيد القاعدة النحوية، ودورها في التأصيل، بل وتبيان منهج مدرسة البصرة والكوفة في تطبيق هذا الأصل دون التعرض لأي خلافات نحوية بين هاتين المدرستين الناتجة عن سماع ما، فيما يلي نوضح شروط السماع والقياس في علم النحو عند أهل البصريين والكوفيين:

شروط السماع والقياس في علم النحو عند أهل البصريين

  • تتمثل شروط القياس في أن يكون المقيس عليه غير شاذ.
  • بالإضافة إلى أن يكون القياس وفق لغة وكلام العرب.
  • أيضا لابد من إثبات استعمال الحكم عند العرب.
  • لكن السماع يتمثل في النقل السليم للكلام العربي الفصيح، وفق ضوابط وشروط حددها علماء اللغة.
  • حيث يعرف ابن الأنباري السماع أو النقل وفق على حد قوله كما يلي: « ﻓﺎﻟﻨﻘﻞ: اﻟﻜﻼم اﻟﻌﺮبي اﳌﻨﻘﻮل اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺼﺤﻴح اﳋﺎرج ﻋن ﺣد اﻟﻘﻠة إى ﺣد اﻟﻜﺜﺮة .»

شاهد أيضا: الأساليب النحوية وأنواعها شرح مبسط

ما الفرق بين السماع والقياس في النحو

إن تفصيل معنى علم أصول النحو في اللغة العربية يستدعي توضيح ما الفرق بين السماع والقياس في النحو بشكل مفصل، هذا ما سنذكره في السطور التالية:

ما هو السماع في النحو

إن مفهوم السماع في اللغة: هو مصدر للفعل سمع، يسمع، ومعنى سمع صوتَهُ بمعنى أدركَ صوتَهُ بحاسة الأذن، وعندما نقول سمع الخبر أي تلقّى الخبرَ، أما سمع الله دعاء العبد بمعنى استجابَ له دعاءهُ.

  • أما السماع اصطلاحاً هو ما نُقِلَ من الكلام العربي القديم الأصيل. بغض النظر عما إذا كان هذا الكلام شعرًا أو نثرًا.
  • ولكنّ بشرط أنْ يكون نقل هذا الكلام نقلًا صحيحًا خاليًّا من النحل.
  • والخلاصة إنَّ السماع هو ما ثبت قوله عند قدامى العرب من الكلام.
  • ولعلَّ أهم ما ثبتَ هو القرآن الكريم الذي نزلَ بلغة العرب الأصيلة.
  • وكذلك السنة النبوية الصحيحة، بالإضافة إلى كلام العرب من شعر ونثر متمثل بالخطب والوصايا والرسائل وسجع الكهان ونحو ذلك.
  • وقد أجمع العلماء على الأخذ بالسّماع عن العرب، فما وردَ عن العرب من شعر أو نثر. وكذلك ما وردَ في الكتاب والسّنة فهو صحيح في بنائه النحوي والصرفي.

ما هو القياس في النحو

إن القياس في اللغة العربية هو المصدر من الفعل قاس، يقيس، ونقول قست الشيء أي قدّرته على مثاله، ويقال أيضا: بينهما قيس شبر أي مقدار أو مسافة شبر.

  • لكن مفهوم القياس في الاصطلاح: يأخذ تعريفات مختلفة من عالم لآخر.
  • فقد عرَّف علي بن عيسى الرماني القياس. فقال: “الجمع بين أول وثان، يقتضيه في صحة الأول صحة الثاني، وفي فساد الثاني فساد الأول”.
  • في حين أن القياس وفق تعريف الأنباري هو ما ورد في قوله: “حمل غير المنقول على المنقول. إذا كان في معناه”.
  • لكن تعريف القياس وفق ابن الحاجب كما يأتي: “القياس لغة: التقدير، قست الثوب بالذراع، وفي الاصطلاح: مساواة فرع لأصل في علة حكمه”.
  • وخلاصة القول إنَّ مفهوم القياس هو حمل الكلمات التي لم تسمعْ من قبل على ما سُمِعَ من قبل قياسًا.
  • بمعنى اتخاذ قواعد على كلمات اللغة الجديدة، أو الكلمات التي لم تردْ من قبل على كلمات وردت سابقاً.
  • بتعبير آخر جعل السموع أساسًا لما يجدُّ في اللغة العربية.

شاهد أيضا: درس الفاعل في النحو العربي بالأمثلة عليه

ما هي أركان القياس

تكمن أهمية القياس في علم النحو أنه يجعل المتكلم بغير حاجة لسماع كلام العرب بأكمله، كما يمكن استخدامه لصياغة كافة الألفاظ والمفردات الواردة في المنقول، لذلك فهو من أهم الطرق التي يمكن الاستعانة بها من أجل تنمية الألفاظ، في السطور التالية نوضح ما هي أركان القياس الأساسية الأربعة:

  • الركن الأول ويعد أصل القياس: يتمثل في المقيس عليه ويشترط فيه وجوب عدم شذوذه عن السنن الخاصة بالقياس، كما لا يشترط فيه الكثرة.
  • إذ من الممكن أن يتم القياس على القليل في حال كان موافقا لشروط القياس.
  • ولا يمكن القياس على الكثير في حال كان غير موافقاً لشروط القياس.
  • ومن الممكن أن تكون الأصول التي يقاس عليها متعددة.
  • أما الركن الثاني هو الفرع: ينحصر في المقيس وهو كلام العرب إذ يقاس على كلامهم.
  • بينما الركن الثالث هو الحكم: يتمثل فيما يتم اكتسابه بواسطة الفرع عن طريق الأصل.
  • ومن الجدير بالذكر أن القياس يتم عن الأحكام التي ثبت استعمال العرب لها، وعلى الأحكام التي تم إثباته إما بالقياس، أو بالاستنباط.
  • كما يجوز القياس على أصل اختلف العلماء في حكمة إذا تم إقامة الدليل.
    ولكن في حال عدم إقامته يمنع من ذلك.
  • أما الركن الرابع هو العلة: التي تجمع بين كل من الأصل والفرع.

تضمن هذا المقال شروط السماع والقياس في علم النحو عند أهل البصريين والكوفيين، وأبرز الفروق والاختلافات بينهما في اللغة العربية، بالإضافة إلى أركان القياس.

Scroll to Top