كم مدة الشفاء من فيروس كورونا المستجد؟

في الوقت الحالي يثير فيروس كورونا الجديد المعروف باسم «كوفيد 19» حالة من الجدل في كل دول العالم، صحيح وأن معدلات التعافي من الفيروس تتجاوز الـ50% تقريبًا، لكن في الوقت نفسه فإن نسب الوفاة ليست بقليلة، ويتفق العلماء على أن التعافي من الوباء يعتمد على شدة العدوى، وفي هذا المقال نسلط الضوء على مدة الشفاء من كورونا بشكل نهائي.

مدة الشفاء من كورونا

يقول أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى تورنتو العام، الدكتور “إيزاك بوغوش”، إن «غالبية المصابين بالفيروس سيصابون بعدوى خفيفة، وسيكونون على ما يُرام، فقط سيطلب الأمر البقاء في المنزل بعض الوقت، قد يعانون من الحمى والسعال، هي أعراض مشابهة لنزلات البرد التي مررت بها مرات لا تُحصى، لكنك ستتحسن في غضون أيام قليلة».

وأضاف “بوغوش” أنه في حالة وجود مريض مصاب بفيروس كورونا «كوفيد 19» بدرجة معتدلة فإنه سبطبق نفس طرق العلاج من نزلات البرد العادية، مثل شرب السوائل وتناول مخفضات الحرارة، والأهم من كل ذلك هو ضرورة أن يمكث الشخص في المنزل للراحة، هذا من شأنه أن يقلل مدة الشفاء من كورونا ويقلل كذلك خطر انتشار المرض.

وأشار “بوغوش” إلى أن حالات الإصابة بفيروس «كوفيد 19» قد تعتبر أكثر خطورة، وأصعب في التعافي منها، إذا وصل تأثيره إلى الرئتين، مقارنًا إياها بالإلتهاب الرئوي الذي يتطلب وجود تدخل طبي.

وأكد بوغوش أنه عندما يعاني شخص ما من ضيق في التنفس يجب عليه ألا ينتظر في المنزل، بل من الضروري أن يذهب إلى أقرب مستشفى، وهنا تتوقع أن تطول مدة الشفاء من كورونا الى أسابيع أو أشهر، وفي أحياناً أخرى يتوفى المريض.

لماذا يجب الذهاب إلى المستشفى؟

قد يخطر على ذهن البعض سؤال هام وهو هل يؤثر الذهاب إلى المستشفى على مدة الشفاء من كورونا ويعجل منها؟

صحيح وأن المستشفيات تستخدم بعض الطرق نفسها في المساعدة على تحسن الحالات الأكثر خطورة، بما في ذلك منح السوائل وقسطًا من الراحة إلى المريض، لكنها أيضًا من الممكن أن توفر أجهزة تنفس صناعي قد يساعد على الشفاء، الأصعب من ذلك حينما يتطور الأمر إلى الحاجة إلى الدخول إلى العناية المركزة.

كبار السن وفيروس كورونا الجديد

يجب الإشارة إلى أن مدة الشفاء من كورونا تتأثر بشكل كبير بعمر المصاب بالفيروس.

يعتبر كبار السن، وبخاصة أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة، هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد «كوفيد 19».

أظهرت دراسة حديثة أجراها المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن فيروس كورونا الجديد أثر بشكل خطير على كبار السن الذين يعانون من مشكلات صحية موجودة مسبقًا، حيث تشير البيانات إلى أن فرص وفاة الشخص من الفيروس تتزايد مع التقدم في العمر، حيث لوحظ أن خطر الوفاة مرتفع بين المرضى في السبعينيات والثمانينيات من العمر.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن معظم الذين توفوا بسبب الفيروس، حتى الآن، كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ما الحل المناسب للتعامل مع فيروس كورونا المستجد؟

بعدما ذكرنا علاقة السن بنقطة مدة الشفاء من كورونا سنتطرأ هنا إلى أفضل طريقة لمواجهة كورونا.

يقول الباحث العلمي في قسم الفيروسات الناشئة في جامعة مانيتوبا الدكتور “جايسون كيندراتشوك”: إن ما يحتاج الناس إلى التحلي به، بحسب ما تم التوصل إليه حتى الآن، هو الحفاظ على نظام مناعة قوي إلى حد ما.

تشير الكثير من البيانات القادمة من الصين إلى أنه إذا استدعى الأمر إلى دخول الشخص إلى وحدة العناية المركزة، وتم وضعه على جهاز تنفس صناعي، فإن هذا يعني أنه ليس في مرحلة جيدة من الإصابة بالفيروس.

كما يجدر الإشارة إلى أن “معدلات أعمار المصابين” و”الظروف الصحية السابقة” للمصاب بالفيروس، كل هذا قد يؤثر في مدة الشفاء من كورونا والتحسن منه:

  • الحالات التي تستطيع الوقوف على أقدامها تصل إلى الشفاء بصورة سريعة.
  • الحالات التي تصل إلى العناية المركزة قد يستغرقون أسابيع في التعافي من الفيروس.

إقرأ أيضاً: هل تنقل الحامل المصابة بفيروس كورونا المرض الى جنينها؟ 

آثار الإصابة بفيروس كورونا

يتفق كل من العالمين الدكتور “كيندراتشوك” والدكتور “بوغوش” على أن من يتعافى من أعراض فيروس «كوفيد 19» الخفيفة قد لا يواجه مشاكل صحية بخصوص هذا الأمر فيما بعد، لكن من السابق لأوانه تحديد تأثيرات الفيروس على أولئك الذين يتعافون من الحالات الأكثر خطورة.

وضع “كيندراتشوك” بعض التنبؤات التي بناها على أساس تفشي مرض السارس في 2002 – 2003، أو متلازمة الجهاز التنفسي الحادة.

أصاب السارس، الذي يعتبر من عائلة «كوفيد 19»، أكثر من 8 آلاف شخصًا، وتوفى بسببه ما يُقارب 800 شخصًا بالعالم.

وقال “كيندراتشوك” إن مرضى السارس الذين دخلوا إلى العناية المركزة عانوا من تلف الرئة، مشيرًا إلى أن هذا يسبب مضاعفات؛ لأنه لا يوجد له حل.

وقدّم كيندراتشوك نصيحته قائلًا: «يمكن أن تشعر بأعراض خفيفة للغاية وتستمر في ممارسة أنشطة حياتك بشكل طبيعي، لكن يجب عليك حينها أن تبقى في المنزل حتى تشفى».

اقرأ أيضًامعلومات كاملة عن الجهاز التنفسي وأمراضه للإنسان

ختامًا، حاولنا هنا استعراض أهم ما يؤثر على مدة الشفاء من كورونا مع تقديم بعض النصائح على لسان المختصين، ونأمل أن يحفظكم الله من كل شر.

المصدر: What does it take to recover from coronavirus? It depends, experts say

شاهد أيضًا..

اعراض كورونا للاطفال

معلومات هامة عن مرض فيروس كورونا الجديد

العلاج الكيماوي لمرض السرطان، اثاره الجانبية وكيفية الوقاية منها

Scroll to Top