حيفا مدينة كنعانية يفوح عبق التاريخ منها ليروي تفاصيلًا عميقة من أحداثٍ تاريخية للحضارات التي مرت من هنا، مدينة حسناء توجهت إليها أنظار الطامعين المتربصين لها طامحين بالإيقاع بها؛ ولم يأتِ ذلك عبثًا؛ بل أن طبيعتها الغناء وموقعها الجغرافي الاستراتيجي من أهم العوامل التي ساهمت في جعلها مطمعًا للجميع، وتستذكر سطور التاريخ أن موقعها فوق السواحل المتوسطية قد منحها أهمية عظمى كميناءٍ بحري رئيسي لدولة فلسطين، بالإضافة إلى اعتبارها معبرًا تجاريًا للدول المجاورة كالأردن والعراق وسوريا الجنوبية بواسطةِ مياه البحر البحر المتوسط، وفي الواقع إن الحديث عن حيفا لا تستوعبه كتب التاريخ بأسرها، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أهم المعلومات التي لا بد من معرفتها حول مدينة حيفا الفلسطينية.
مدينة حيفا
تشغل مدينة حيفا موقعًا جغرافيًا مثاليًا فوق سواحل البحر الأبيض المتوسط من الناحية الشمالية للدولة الفلسطينية، حيفا تعتبر حلقة وصلٍ بين البحر المتوسط وجبل الكرمل والسهول.
تتأثر حيفا بالمناخ المتوسطي بشكل كبير، إذ يكون الطقس فيها معتدلًا ماطرًا في فصل الشتاء، ويكون حارًا جافًا في فصل الصيف، وترصد المدينة هطولًا مطريًا يصل إلى 635 مم سنويًا، ويتدفق نهر المقطع ضمن أراضي المدينة بتصريف مائي سنوي يتجاوز عشرة ملايين متر مكعب من الماء.
تاريخ مدينة حيفا
مرت مدينة حيفا بعددٍ كبير من المحطات التاريخية منذ فجر التاريخ، ومن أبرز المعلومات التاريخية لذلك:
- بقيت حيفا تحت أنظار المطامع الخارجية انطلاقًا من الغزو الصليبي وحتى حلول الاحتلال الإسرائيلي عليها.
- جاء ذكر المدينة في بطون الكتب القديمة تحت مسمى “سكيمينوس”، بينما عرفها الصليبيون باسم “كيفا”.
- حظيت حيفا بالفتح الإسلامي في ظل الخلافة الأموية بقيادة عمرو بن العاص سنة 633م.
- توافد الاستيطان الأجنبي نحو حيفا بالتزامنِ مع بدءِ عام 1868م، وكان أولها عائلات ذات أصولٍ ألمانية.
- قام أول حيٍ ألماني في المدينة بعد تشييد العديد من المستوطنات الألمانية هناك.
- طالب الاحتلال البريطاني أهالي منطقة حيفا بضرورة إخلائها في 21 نيسان سنة 1948م استعدادًا لتنفيذ الخطة الإسرائيلية للسيطرة على المنطقة.
- صادر الإحتلال الصهيوني الأراضي الفلسطينية من أهلها العرب وإجبارهم على النزوح من المنطقة.
- تعرضت العديد من القرى والأحياء للدمار لغايات إقامة المستوطنات الأجنبية مكانها.
السياحة في حيفا
مدينة حيفا واحدة من المدن الفلسطينية التي تتمتع بطيبيعة خلابة رائعة الجمال، ففيها الماء الوفير والطقس المعتدل والأرض الخصبة الملائمة لزراعة الكثير من المحاصيل كالعدس والخضروات والحمضيات والشعير، بالإضافة إلى أشجار العنب واللوزيات والزيتون، كما تكثر بها أشجار التوت، ويشار إلى أنها موطنًا لعدد كبير من المعالم التاريخية والدينية والسياحية التي تجعل من المنطقة نقطة جذبٍ سياحية من مختلف أنحاء العالم، ومن أهم معالم السياحة فيها:
-معالم السياحة في حيفا
- المعالم والموقع البهائية: تحتضن المدينة ما يفوق 11 موقع يقترن بشكلٍ وثيق بالعقيدة البهائية، ومن بينها الحدائق وضريح بهاء الله وضريح الباب ومعبد حيفا.
- دير الكرمل: يعد دير الكرمل معلمًا دينيًا تاريخيًا من بين المعالم المسيحية الهامة في المنطقة، ويشار إلى أن العقد الرابع في القرن الحالي قد سجل ست كنائس في مدينة حيفا من ضمنها دير الكرمل.
- مسجد الاستقلال: مسجد قديم يرجع تاريخ تشييده إلى الفترة العثمانية، ومازال يفتح أبوابه أمام المصليين.
- كنيسة القديس يوحنا: تتموضع هذه الكنيسة على مقربةٍ من مدرسةِ مار يوحنا، ويعود تاريخ تشييدها إلى 1934.
- البنك الفلسطيني الإنجليزي: اتخذت القوات البريطانية خلال فترة الإنتداب على المنطقة من هذا البنك مصرفًا مركزيًا لها، وكان مختصًا بصك عملة الجنيه الفلسطينية.
- كنيسة القديس لويس المارونية: شُيّدت هذه الكنيسة في سنة 1880م فترة حكم السلطان عبد الحميد، ويطلق عليها تسمية كنيسة مار لويس الملك.
- حي الألمانية: يرجع سبب التسمية إلى توافد العديد من العائلات الألمانية إلى هذا الحي واستقرارها هنا منذ 1868م.
- دير ستيلا ماريس كارمليت: معلم تاريخي مُدرج ضمن قائمة أفضل الأماكن السياحية في المدينة، يرجع تاريخ تأسيسه إلى سنة 1836م، ويشتهر بكثرة اللوحات الجدارية الخاصة بالقديس أيليا.
- عربة القطار الهوائي: فرصة مثالية لمشاهدة المدينة من أعلاها كاملةً.
- كهف إيليا: تحول هذا الكهف إلى وجهة مقدسة لليهود والمسيحيين بعد سنة 1948م، حيث كان قبل ذلك الكهف مسجدًا.
- وسط مدينة حيفا: موقع مثالي للانخراط مع أهالي المدينة والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم.
- الشواطئ: منها شاطئ بيت جاليم وشاطئ هوف هاكارمل.
- حديقة أورسولا مالبين: تمتاز هذه الحديقة بوجود العديد من التماثيل والمنحوتات البرونزية، ويرجع سبب التسمية إلى الفنان والنحات أورسولا مالبين ذات الأصول الألمانية.
- دور: وجهة سياحية تكثر بها الشواطئ الخلابة المناسبة لتحقيق الاسترخاء والاستجمام.
- قيسارية: استقر الفينيقيون في هذا المكان في فترة القرن الرابع قبل الميلاد، وقد تحولت المنطقة إلى مركز تجاري هام بعد إنشاء الميناء، ومن ثم بدأت المسارح والمعابد وغيرها بالانتشار تدريجيًا.
- بيت شريم: معلم أثري تاريخي مدرج ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وينفرد بالمقابر الموجودة تحت الأرض
-المتاحف:
أما المتاحف في مدينة حيفا فإنها كثيرة، ومنها:
- متحف عهد ما قبل التاريخ، افتتح منذ سنة 1962م.
- متحف الموسيقى وعلم الأعراق (1956-1995).
- متحف حيفا للفن ويعرف أيضًا باسم متحف الفن الحديث.
- متحف نيكوتين للفن الياباني.
- المتحف البحري الوطني.
- متحف المدينة.
- متحف مانية كانس.
- متحف هيرمان شتروك.
حقائق عن مدينة حيفا
- تعد حيفا من المدن التي تتمتع بتعايش ديني كبير، ففيها آثار وسكان من مختلف الديانات.
- تحتضن مدينة حيفا مجموعة من المؤسسات الثقافية والترفيهية، ومنها معهد الهندسة التطبيقية والتخنيون.
- تتمتع بوجود العديد من الصناعات في أراضيها وخاصةً الثقيلة منها، مما جعلها مرشحة للحصول على أكبر فرص للأعمال على مستوى العالم.
شـاهد أيضاً..
مجموعة من كلمات الزعماء والشعراء عن القدس و الأقصى