نتائج المخدرات على الأسرة والمجتمع، كارثيـة!

المخدرات

إن المخدرات بجميع أنواعها تعتبر من النعم التى أنعم الله بها علينا، وبإجتهاد العلماء في تصنيع بعضها، لمساعدة الأطباء في علاج الكثير من الأمراض، وكذلك للتخفيف من آلام العديد من المرضى، ولكن المشكلة نجمت من المجرمين الذين حولو هذه النعمة إلى نقمة بسوء إستخدامهم لهذة المواد المخدرة، حيث إنهم إستخدموها لغير المرضى، ولأهداف شهوانية مختلفة، وبكميات كبيرة ولأوقات طويلة، إلى أن تحولت مع الوقت الى حالات إدمان مرضية مستعصية تمس صحتهم العقلية والنفسية والعصبية و جميع مكونات أجسامهم المختلفة، مما تسبب بإحداث الأضرار البالغة للمدمنين أنفسهم، ولأسرهم، ولمجتمعهم وللإنسانية جمعاء.

وتنقسم جميع أنواع المخدرات المختلفة إلى ثلاثة أقسام  رئيسية هي:

  1. الأول يشمل المخدرات الطبيعية، وهي النباتات ذات الأورق المشبعة بالمادة المخدرة بطبيعتها، دون أي تصنيع، مثل نباتات كل من القنب الهندي، والخشخاش (الأفيون)، والقات، والكوكا.
  2. والثاني يشمل المخدرات المُصنعة، من النباتات المُخدِرة الطبيعية المتنوعة، مثل المورفين، والهروين، والأفيون، والكوكايين.
  3. والثالث يشمل المخدرات التخليقية، والتي نحصل عليها من خلال التفاعلات الكيميائية من مواد ليست نباتات طبيعية، وتأتي على شكل عقاقير، مثل عقاقير الهلوسة، والعقاقير المنشطة(الأمفيتامينات)، والعقاقير المهدئة(الباربيوترات).

وسنتعرف هنا على نتائج المخدرات على الأسرة والمجتمع.

طرق تعاطي المخدرات

يقصد بمصطلح تعاطي المخدرات أن يلجأ أحد الأفراد إلى إستخدام أحد أنواع المواد المخدرة بطريقة غير سليمة، وإستهلاكها بكميات كبيرة، ولفترات طويلة، دون إشراف أو رقابة طبية، وتتنوع طرق تعاطي المخدرات إلى عدة طرق منها:

  1. عن طريق التدخين، مثل الحشيش.
  2. عن طريق الحقن في الوريد، مثل الأفيون.
  3. عن طريق الإستنشاق من الأنف، مثل الهروين والكوكايين.
  4. عن طريق التناول بالفم لبعض أنواع الأقراص، مثل الأمفيتامينات، والباربيوترات.

مراحل تعاطي المخدرات

  • مرحلة التجربة:

تعد هذه المرحلة بمثابة الخطوة الأولى في الوقوع بفخ تعاطي المخدرات، وتأتي خطورتها من حيث أنها تأتي من أقرب الناس للشاب من أصدقائه وزملائه، حيث تبدأ من ناحية الفضول والتجريب ، أو كسر الروتين، ومحاولة الهروب من الملل، أو الإعتقاد الخاطئ بأنها تقوي القدرات الجنسية، وقد يستخدمها البعض كنوع من أنواع المسكنات بدون إستشارة الطبيب، وغيرها من الإسباب التي تختلف من حالة الى حالة أخرى، ويكون تعاطيها في البداية بكميات صغيرة، وبفترات زمنية متقطعة، ويكون الإعتقاد السائد في البداية أن الامور تحت السيطرة والتحكم، وقد تعطي في البدايات النتائج الإيجابية المؤقتة التي يرجوها الشاب، فيبدأ التعود عليها رويداً رويداً.

  • مرحلة بداية التعلق:

تأتي هذه المرحلة في الخطوة الثانية لإضطرار المدمن إلى رفع الجرعة وزيادتها بشكلٍ تدريجي، للحصول على نفس النتائج التي كان يحصل عليها بكميات أقل، وقد يبدأ بتجربة أنواع أخرى، والتعود عليها، فيقع في فخ التعلق بالمخدرات، ومع الوقت تزداد كمية الجرعات وتقارب الفترات الزمنية، فتبدأ هذه المخدرات بالسيطرة عليه، وهو مستسلم لها، ويكون شعوره بأنه متعلق بها ولكنه يعتقد واهماً بأنه قادر على إيقافها إذا أراد ذلك، ويكون التعلق على المستوى النفسي كبير، وبداية التعلق العضوي، الذي يزداد بالتدريج.

  • مرحلة التعلق الكامل (مرحلة الإدمان):

تعد هذه المرحلة الأخطر والأكثر ضررًا على الإطلاق؛ إذ يصبح فيها المدمن غير قادر على الاستغناء عن المخدرات، على المستوى النفسي والعضوي، فيصبح أسير لهذه المخدرات، ولا يستطيع التوقف عن تعاطيها، خيث يصل الى مرحلة أنه يحتاج تناولها في فترات محددة وبكميات متزايدة، ويصاحب أي تأخير في كمية الجرعة أو وقتها، آلام نفسية شديدة وآلام جسدية أكثر شدة، فيتحول إلى وحش بشري عند أوان موعد تعاطي الجرعة؛ وقد أكد العلماء أن ذلك يحدث تلقائيًا إثر حدوث تغيرات تطرأ على كيمياء المخ، وفي هذه المرحلة يصبح المدمن غي قادر على علاج نفسه بنفسه، مما يتطلب تدخل أقرب الناس إليه للمتابعة مع الطبيب، وفي الغالب يحتاج لدخول المستشفى للتشافي.

إقرأ أيضاً: طرق فعالة للإقلاع عن التدخين

نتائج المخدرات على الأسرة

تظهر نتائج المخدرات على الأسرة بالمرتبة الأولى بعد الفرد المدمن نفسه، فتكون الأسرة أكثر تأثرًا، ومن أهم نتائج المخدرات على الأسرة:

  • إلحاق الأذى المعنوي والبدني والإضطراب والتعاسة لأفراد أسرة المدمن، لصدمتهم من إختلال أخلاقه وتصرفاته، وخوفاً على مستقبله.
  • إبتزاز أفراد الأسرة، مما يجعلهم يخضعون لمطالبه تجنبًا للسرقة، مما يؤدي إلى إهتزاز ميزانيتها المالية.
  • فقدان الأسرة لتوازنها، وإضطراب علاقاتها مع المجتمع، لما تسببه سمعة المدمن السيئة بين أفراد المجتمع.
  • إنعدام الثقة بين المدمن وأفراد أسرته.
  • التفكك الأسري، وزيادة إحتمالات الطلاق في حالة إدمان أحد الزوجين.
  • الاعتداء الجسدي وأحياناً نادرة، الجنسي على أفراد الأسرة؛ وذلك بحكم غياب العقل.

نتائج المخدرات على المجتمع

لا يمكن إعتبار أثر المخدرات مجرد نتائج فقط، بل يمكننا القول كوارث المخدرات على المجتمع؛ وهي:

  • تفشي البطالة بين الفئة الشبابية التي دخلت طريق الإدمان، لعدم قدرتها على العمل.
  • تفاقم الجرائم وإنتشارها أكثر فأكثر، لفقد المدمن أي وازع أو رادع أخلاقي أو ديني.
  • إزدياد حالات السرقة والإبتزاز والقتل أحياناً، لإحتياج المدمن الى المال بأي وسيلة لشراء المخدرات.
  • تسجيل حوادث سير أكثر نتيجة فقدان التوازن أثناء القيادة من قِبل المدمنين.
  • التأثير على السلم المجتمعي لعدم التزام المدمن لقواعد العلاقات العامه.
  • إرهاق كاهل الدولة إقتصاديًا بما تنفقه لغايات علاج المدمنين.

مكافحة المخدرات

تحظى مسألة مكافحة المخدرات بأهمية كبيرة، كما تحتاج إلى جهودٍ عظيمة تُبذل لضمان نجاحها والوصول إلى النتائج المرجوة منها، ومن أهم وسائل مكافحة المخدرات:

  • إقامة حلقات التوعية والإرشاد للأفراد بشكل مستمر، من خلال وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة.
  • التشجيع على الإبلاغ عن وجود مدمن للإسراع في علاجه.
  • توخي الحيطة والحذر عند تناول الأدوية والعقاقير الطبية، ويفضل عدم تناولها إلا بناء على تعليمات الطبيب.
  • عقد حلقات خاصة في المدارس والجامعات حول خطر المخدرات.
  • مراقبة الأبناء، والتواصل معهم، والعمل على تنشأتهم نشأة أخلاقية ودينية.
  • فرض قوانين صارمة لردع كل من يروّج لبيع المخدرات والمتاجرة بها.

شـاهد أيضاً..

أهم أعراض تعاطي المخدرات عند المراهقين

دور الدولة والإعلام في حماية الشباب من المخدرات

أضرار خطيرة للتدخين على الأسرة والمجتمع، هل تعلمها؟

Scroll to Top