هل الذنب مضاعف في ليلة القدر

هل الذنب مضاعف في ليلة القدر، ليلة القدر هي أعظم ليلة ليلة ذكرها الله في كتابه العزيز، كما وقد تم تسمية ليلة القدر بهذا الاسم دلالة على عظم قدرها، كما ويقال أنه تم تسميتها بهذا الاسم لأن الأقدار في هذه الليلة تتغير، فاغتنم الفرصة أيها المسلم في هذه الليلة المباركة وادعو الله بما تشاء ليعطيك على قدر رحمته ويزيدك من فضله، ومقالنا اليوم سيكون في الإجابة على هل الذنب مضاعف في ليلة القدر

ترك الذنوب في رمضان

على المسلم أن يعزم على ترك كل ما نهى الله عنه في شهر رمضان، وأن يجعل من رمضان صفحة جديدة لتقوية علاقته بربه واجتناب كل أمرنا بالابتعاد عنه، فالذنوب في شهر رمضان تتضاعف وخصوصاً في العشر الأواخر منه، وذلك لأن العشر الأواخر تحتوي على ليلة القدر، والأولى للمسلم في هذه الليلة أن يتقرب إلى الله وأن يجاهد نفسه في نيل رضا الله، وفيما يلي نوضح لكم فضل ترك الذنوب في رمضان:

  • يغفر الله الذنوب لعباده المسلمين المتضرعين الى الله تعالى.
  • يتقبل الله العبادات التي يؤديها المسلم.
  • يتحقق بالتالي المحبة بين الناس والبعد عن الذنوب والمعاصي وتحقيق الغرض الأسمى من شهر رمضان المبارك.
  • كما نعلم أن المسلم في هذه الدنيا في جهاد مستمر مع نفسه، عليه أن يكافح نفسه الأمارة بالسوء وألا يستجيب للشيطان ونزغه.

شاهد أيضًا: ماذا كانت تطلق العرب على شهر رمضان في الجاهليه

هل الذنب مضاعف في ليلة القدر

ليلة القدر هي ليلة مباركة وعظيمة يقوم فيها المسلم بالتركيز على إقامة العبادات والتقرب إلى الله بكل ما يحبه ويرضاه، فكما نعلم أن الأجر في هذه الليلة يتضاعف.. حيث أن أجر العبادة في هذه الليلة يعادل أجر العبادة عن أكثر من ثمانين سنة، فمثلاً لو صلى المسلم في هذه الليلة أربع ركعات كأنما صلاها فيما يزيد عن ثمانين عاماً.

وليلة القدر هي ليلة من الليالي العشر الأخيرة من رمضان.. وتكون بالليالي الوترية، فقد تكون إما بلية 21 أو ليلة 23 أو ليلة 25، وقد تكون 27 أو 29، والحكمة من أنه لم يتم تحديدها في يومٍ محدد هو حث المسلم على الاجتهاد في كافة الليالي الأخيرة من رمضان.

يتقرب المسلم في ليلة القدر إلى الله إما بقيام الليل أو بقراءة القرآن الكريم.. أو بالدعاء أو بغيرها طمعاً في كسب الأجر والثواب، وفي هذه الليلة العظيمة تتغير الأقدار فالله يستجيب لعباده ويعطيهم سؤالهم.

وعلى الرغم من كل تلك الفضائل لهذه الليلة إلا أن هناك من يجرؤ على ارتكاب المعاصي والإصرار على الذنوب. وتضييع هذه الفرصة الثمينة، وهناك اختلاف بين العلماء حول مضاعفة الإثم في ارتكاب المعاصي في ليلة القدر. وسنوضح ذلك لكم من خلال الآتي:

  • ارتكاب الأخطاء والمعاصي في ليلة القدر وبشكل عام في شهر رمضان هو عبارة عن استخفاف بشهر رمضان.
  • كما وفيه استخفاف بحرمانية هذا الشهر الذي فرض الله علينا فيه الصيام.
  • كما وإن ارتكاب الذنوب والمعاصي تزداد عقوبتها في العشر الأواخر من شهر رمضان.. لأن بها ليلة القدر المباركة.
  • لقد أجمع العلماء على أن الذنب مضاعف في ليلة القدر كما الحسنات.
  • حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ”.

شاهد أيضاً: هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر

أسباب مضاعفة الذنب في ليلة القدر

هناك العديد من الأسباب التي جاءت لتوضيح سبب مضاعفة السيئات في شهر رمضان، حيث أن مضاعفة السيئات في رمضان فيه تشديد على ضرورة اجتناب المعاصي، كما وهناك أسباب أخرى نوضح لكم كما يأتي:

  • لقد جعل الله السيئات تتضاعف في شهر رمضان المبارك لحكمة.
  • وذلك لأن ذلك يجعل المسلم يبتعد ابتعاد تام عن ارتكاب السيئات. كما ويجعله يستغل الشهر في التقرب إلى الله والإخلاص له في كل عمل.
  • إن مضاعفة السيئات تعمل على جعل عقيدة الإيمان بالله عز وجل قوية.
  • كما وتدل على الإرادة قوية في الصبر واليقين والثقة في الله عز وجل.
  • مضاعفة السيئات تعمل على جعل المسلم يتبع تعاليم الدين الصحيح. والحرص على تحقيق العبادات على أكمل وجه، كما وتجعله يتقرب إلى الله في كل عمل.
  • قال ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه النقطة (تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها السيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها وصغيرة وجزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه).

شاهد أيضًا: دعاء اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا يا رب العالمين

جزاء الذنوب في العشر الأواخر من رمضان

العشر الأواخر من شهر رمضان ليالٍ عظيمة أقسم الله فيهن في كتابه، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تحدثت عن فضل هذه الأيام، كذلك والسنة النبوية ومن بين الأحاديث التي بينت فضل العشر الأواخر من رمضان ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: ” ما من عما أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم منزلة من خير عمل في العشر من الأضحى، قيل: يا رسول الله، ولا من جاهد في سبيل الله بنفسه وماله  قال : ولا من جاهد في سبيل الله بنفسه وماله إلا من لم يرجع بنفسه وماله” ، وقال الله عز وجل في سورة الفجر ” والفجر* وليال عشر”.

من الحديث والآية الكريمة نستدل على عظم هذه الليالي، وعلى ضرورة استغلالها في مرضاة الله وفي التقرب إليه، فأجر العشر الأواخر عظيم، ففي القرآن الكريم أقسم الله تعالى بأن أجر الحسنة يزيد بعشر أمثالها في أي وقت، كما وتزداد في هذه الليالي المباركات.

وبالنسبة إلى الإصرار على فعل المعاصي يجعلها طابعة على قلب المرء، كما ويجعله يستسهل ارتكابها دون الشعور بأي تأنيب ضمير.

فالبعض لا يشعرون أبدا بالذنب من ارتكاب المعاصي، كما ويتفاخرون بارتكابها. ولكن من ظلم النفس فعل ذلك في هذه الليالي التي أقسم الله بهن في قرآنه الكريم. بل على العكس يجب على المسلم استغلالها في كل ما ينفعه ويرفع درجاته ويزيده رفعة وقرباً من الله.

شاهد أيضاً: دعاء التوبة ليلة القدر مكتوب

فضائل ليلة القدر

لليلة القدر فضائل عظيمة فهي الليلة التي يبارك الله تعالى فيها بالسلام بنزول الملائكة على الأرض. كما وتعم الرحمة بهذه الليلة -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

كما أن ليلة القدر هي ليلة الغفران، ليلة تغفر فيها الذنوب جميعها. قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
وليلة القدر أيضا هي ليلة الخير والبركات حيث وضحت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة فضل قيامها والعبادة فيها  فيكون أجرها كأجر ألف سنة من العبادة، قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).

بهذا القدر نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي كان بعنوان هل الذنب مضاعف في ليلة القدر، قدمنا لكم أسباب مضاعفة السيئات في شهر رمضان، وكذلك فضل ترك الذنوب في رمضان، وفضائل ليلة القدر وجزاء الذنوب في العشر الأواخر من رمضان.

Scroll to Top